الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
منه وجلس فقال: ناظر ابن أبي دواد.قال: يا أمير المؤمنين إنه يضعف عن المناظرة.فغضب وقال: أبو عبد الله يضعف عن مناظرتك أنت؟!قال: هون عليك وائذن لي واحفظ علي وعليه.ثم قال: يا أحمد أخبرني عن مقالتك هذه هي مقالة واجبة داخلة في عقد الدين فلا يكون الدين كاملا حتى تقال؟قال: نعم.قال: فأخبرني عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حين بعثه الله هل ستر شيئا مما أمر به؟قال: لا.قال: فدعا إلى مقالتك هذه؟فسكت فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين واحدة.قال الواثق: واحدة.ثم قال: أخبرني عن الله-تعالى- حين قال: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] أكان الله هو الصادق في إكمال ديننا أو أنت الصادق في نقصانه حتى يقال بمقالتك؟فسكت أحمد فقال الشيخ: اثنتان يا أمير المؤمنين.قال: نعم.فقال: أخبرني عن مقالتك هذه أعلمها رسول الله أم جهلها؟قال: علمها.قال: فدعا إليها؟فسكت.قال الشيخ: ثلاثة.ثم قال: فاتسع لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يمسك عنها ولم يطالب أمته بها؟قال: نعم.قال: واتسع ذلك لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي؟قال: نعم.فأعرض الشيخ عنه وقال: يا أمير المؤمنين قد قدمت القول بأن أحمد يضعف عن المناظرة يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما زعم هذا أنه اتسع للنبي-صلى الله عليه وسلم- وأصحابه فلا وسع الله عليك.قال الواثق: نعم كذا هو اقطعوا قيد الشيخ.فلما قطعوه ضرب بيده فأخذه فقال الواثق: لم أخذته؟قال: لأني نويت أن أوصي أن يجعل معي في كفني لأخاصم هذا به عند الله.ثم بكى فبكى الواثق وبكينا ثم سأله الواثق أن يحاله وأمر له بصلة.فقال: لا حاجة لي بها.ثم قال المهتدي: فرجعت عن هذه المقالة وأظن الواثق رجع عنها في يومئذ.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 310 - مجلد رقم: 10
|